ظاهرة خرابيش الجاج


الخوف عميق بعضه عقلاني وله أسباب مباشرة وبعضه فوبيا (رهاب) تطوّر بسبب الترومات (الصدمات النفسيّة) والوقائع والوثائق. لكن الخوف عميق ومتأصّل وحقيقي ومسيطر. هذه هي الخلفيّة.

ملاحظة عامة تعميميّة عن المشهد الفني المحلّي: لا يتناول المبدعون، من الكتّاب والشعراء والموسيقيّين والفنانين البصريّين والتشكيليين والمسرحيّين وأصحاب الرغبة أن يكونوا جرافيتيين (رسم الشوارع) والراقصين وغيرهم، لا يتناولون أو يقتربون من تناول نطاق واسع من التابوهات في أعمالهم بسبب الخوف الذي يتمثّل بـ (بلاش وجع راس) وفي الكثير من الأحيان ونتيجة للتدريب الممتاز لا تخطر ببالهم أصلا فكرة تناول أي منها.

أعود إلى تفسيري الشخصي وراء سيطرة اللوحة التجريديّة على المشهد الفني الأردني، والتي طالما سمعنا الناس تقول بالإشارة إليها- أي اللوحة التجريديّة:
"والله إبني اللي عمره 3 سنين بخربش أحلى من هيك."
"شخبوطتين وخطين وصارت فن، أنا بقدر أعملها بقلم البيك."
"لا إله إلاّ الله."
أما التعليق الكلاسيكي فهو:
"شو خرابيش الجاج هاي."

لا أدري لماذا دجاج وليست غنمة أو زرافة ولكنها جملة مرتبطة برأسي ارتباطا وثيقا بموقف الجمهور الأردني من اللوحة التجريديّة والتي بالرغم من ذلك احتلت مركز الصدارة ولها معجبين وسوقها ماشي.

الذي أستنتجه في النهاية وأقترحه هنا هو: إن ابتعد الفنان لسبب من الأسباب (الرعب) من تناول معظم الموضوعات السياسيّة والاجتماعيّة والدينية والجنسيّة/جسديّة والتاريخيّة والإقليميّة، بالتالي، لا يبقى له فعلا إلاّ خرابيش الجاج. والحمدلله ويا رب الستيرة.