باي باي أرجنتين


 

 

ويعود مكان إلى عمّان متمسّكا ببعض من الحنين بذكريات الأرجنتين حيث قضى آخر اسبوعين في إحدى أكثر المدن إثارة في العالم: مدينة التانغو بوينوس آيريس. وجد فريق مكان مقرّا في حيّ ريكوليتا، إحدى أحياء هذه المدينة الكبيرة والممتدة، ويتميّز بساحاته وحدائقه العامّة ومقبرة ريكوليتا حيث وجد عدد من مشاهير العالم مقرا أخيرا من أمثال ماريا إيفا دوراتي دي بيرون. http://en.wikipedia.org/wiki/La_Recoleta_Cemetery

 

 

 

 

مسلّحا بالكتب والخرائط وعشرات المطبوعات المتنوّعة انطلق فريق مكان مستكشفا بعضا من المدينة مستمتعا بهندستها المعماريّة ومساحاتها العامّة وحياة الشارع التي لاتنام والقديم والمعاصر والأنيق والسياحي وسرعان ما أصبح الفريق مدمنا على حيويّتها. تقدّم أجندة المدينة الثقافيّة كمّا ضخما من الفعاليات وعروض الأفلام والمسرح والمعارض حيث بات القرار أيّ معرض نزور أو إلى أي مركز ثقافي نذهب تحدى كبير. في وسط زخم هذه التجربة تمكّن مكان من مقابلة فنانين والتعرّف إلى مجموعات ومساحات وعاملين في الفن وفيما يلي بعض من قصصهم.

 

 

 

كما ذكرنا في مدوّنات سابقة، شارك مكان في إقامة فنيّة في إحدى أحياء أطراف مدينة بوينوس آيريس حال وصوله إلى الأرجنتين وبعد انتهاء الإقامة حلّ في مكانه فريق مكوّن من فنانين وهما ميغيل رودريغيس سيبولفيدا من المكسيك وفيرناندا ميخا من كولومبيا ويقيمان في المكسيك. حضرنا الأداء الذي نظماه في نهاية إقامتهما وهو جزء من مشروع مستمر أخذ بهم في رحلة إلى مختلف عواصم أمريكا اللاتينيّة في بحث وتوثيق للرموز الشعبيّة والمحليّة في الأطر الاجتماعيّة والسياسيّة. راقبنا ميغيل وهو يرسم بالحبر على ظهر شاب أو شابة فيهرول في موقع ثابت تحت أضواء قويّة حتّى يسيل الحبر ويغيّر الرسمة ومن ثمّ يطبعها بالضغط على ورقة ويعيد الكرّة مع التالي. http://www.miguelrodriguezsepulveda.com/emergia.html 

 

 

قابلنا الفنانة والقيّمة جراسييلا تاكويني أثناء العشاء في مطعم سركيس الذي يقدّم الطعام الأرمني والعربي وسرعان ما أدركنا أننا بحضرة روح فائقة الفكاهة وذلك في بلد يتميّز أهله بحس الفكاهة. تضمّ تجربتها المهنيّة الغنيّة أربعين عاما من متنوّع الاهتمامات والأعمال ومن ضمنها أعمالها الفنيّة الشخصيّة وتنظيم الفعاليّات الثقافيّة والمعارض وانتاج البرامج التلفزيونيّة ومشاريع الفيديو وغيرها الكثير. وللمزيد من المعلومات عن صديقتنا، يمكن الاطلاع على http://www.sescsp.org.br/sesc/videobrasil/site/dossier020/sobre_artistas.asp
www.gracielataquini.info
www.boladenieve.org.ar 

 

 

عرّفتنا الفنانة لوكريسيا أوربانو وهي القيمة على الإقامة "من يمكنه العيش في هذا البيت؟" إلى الفنانين الأرجنتينيين ليو تشياتشيو ودانيال جيانوني وقضينا معهما أمسية في بيتهما/الاستوديو في بوينوس آيريس وتعرّفنا إلى كلبهما/ابنهما بيولين حيث تأتي العائلات بعدّة ألوان. يستعملان في تناول موضوعاتهما الحاليّة وسيلة التطريز ويصنعان أعمالا متنوعة وملوّنة ودقيقة التفاصيل حيث يخلقان صورا تمثلهما وبيولين في صور عائليّة متنوّعة السياقات. لمعرفة المزيد عن أعمالهما يمكن الاطلاع علىhttp://leo-chiachio--daniel-giannone.blogspot.com/    كما أصبحت لديهما مجموعة كبيرة من الأعمال خصّ بها فنانون الكلب بيولين ووضعا هذه المجموعة في مشروع على شكل متحف خاص ببيولين

 http://mupi-museopiolin.blogspot.com/  .

 

 

تحدّثنا عن مشاريعهما مع كؤوس من الكيلميس وإيمبانادا (معجنات) اللحمة ومن ثمّ مشينا في شارع كورينتس للحصول على أطيب بوظة في المدينة من محل كادوري. جلسنا نتناول هذه الأطايب الرائعة أمام المحل فتعرّفنا على العديد ممن مروا من معارف دانيال وليو في أغلبهم من الفنانين ومنهم من جاء خصيصا لتناول بوظة كادوري. http://www.heladeriacadore.com.ar/historia.htm  .

  

 

 

 

قبل مغادرتهما الأرجنتين لاستكاف العالم، قابلنا الفنانين فريدريكو غيلير وآيريس من مجموعة آبريندو كامينيوس وهي مجموعة من الفنانين الناشطين سياسيا واجتماعيا وتتنوع أعمالهم في تناول الموضوعات المختلفة باستخدام المطبوعات والرسومات والمعارض متعددة الوسائط واللوحات الجداريّة وفي أغلبها في المساحات العامة وتتناول موضواعت سياسيّة اجتماعيّة وبالتعاون مع مؤسسات لا حكوميّة وبالذات إيخوس. عرّفانا بأعمال المجموعة عبر الإنترنت بالإضافة إلى مشاريع الإذاعة والتلفاز حيث تتعاون فئة واسعة من الناس وتتشارك في إنتاج الإعمال بتوثيق أمور وقضايا من حياتهم اليوميّة. ويمكن رؤية أعمالهم في المواقع التالية:

http://www.colectivoabriendocaminos.blogspot.com/ 

http://comunitariatv.blogspot.com/ 

http://radionautas947.blogspot.com/ 

http://hijosparana.blogspot.com/ 

 

  

كنا نشعر بالحماسة للقاء فريدريكو زوكيرفيلد ولوريتا غارين من فريق إيتسيتيرا (الخ) حيث تعرّفنا إلى أعمالهم في بينالي اسطنبول 2009، ويتكوّن الفريق من فنانين وأدائيين ومفكرين وكتاب وقد اجتمعوا قبل عشر سنوات وكوّنوا فريق تعلّم بديل فيما بينهم وهم نشطاء اجتماعيين سياسيين ثقافيين يقومون بالمداخلات والعروض الأدائيّة العامّة التي تعبر غالبا عن وجهات نظرهم السياسيّة والاجتماعيّة المتطرّفة. كما أنشأوا حديثا حركة الإيروريست (الخاطئ) العالميّة والتي تحتفي بالخطأ أو ارتكابه على أنّه منحى طبيعي للتطوّر الإنساني ويتبع الطرق الفضوليّة والطبيعيّة والعفويّة من المغامرة والتعلّم. التقينا بهم أوّلا في المركز الثقافي الإسباني في وسط المدينة في شارع فلوريدا حيث اصطحبانا في جولة في معرض جماعيّ قاما بتنظيمه. يجلب المعرض أعمالا لفنانين محليين وعالميين من مختلف الوسائط أغلبها اجتماعيّة وسياسيّة في مضمونها وتتناول موضوعات مثل الديكتاتوريّة والتاريخ والعمالة وباستخدام مفاهيم مثل الزمن والحقيقة والخيال.

 

 

 

ضمّ المعرض عملا للفنان الأرجنتيني ليون فيراري وهو من مواليد بوينوس آيريس في 1920، فنان غزير الإنتاج وشخصيّة فعّالة في المشهد الفني العاصر. كما أمضينا معهما في شقتهما/الاستوديو سهرة ممتعة حول الطاولة حيث أعد فريدريكو العشاء نتحدّث عن أعمالهما والتاريخ وقضايا العالم. للمزيد عنهما وعن الإيروريست والإيتسيتيرا:

http://grupoetcetera.wordpress.com/ 

http://erroristkabaret.wordpress.com/ 

 

 

 

 

التقينا بآنا لونغوني في بعد ظهر يوم حلو في حي باليرمو حيث شربنا الشاي وتناولنا حديثا شيّقا، بالرغم من حلق آنا الملتهب، ورسمت لنا المشهد الفني المحلّي وتحدّثت عن مختلف الجماعات الفنيّة والسياقات السياسيّة والاجتماعيّة والتحديّات التي تعمل بها فهي خبيرة باحثة وكاتبة في هذا المجال وقمنا بمقارنة المشهد الفني الأرجنتيني والأردني بالرغم من اختلافهما كمّا ونوعا إلا أنّ هناك بعض فسح المقارنة بطبيعة الحال.

 

هناك الكثير لنرويه عن مدينة بوينوس آيريس ولن نتمكّن من إيفاءها حقّها في هذا النص ولا حتّى بعشرة نصوص ولكن لا بد من الإشارة هنا إلى عالم الموسيقى الغنيّ الذي تمتاز به، فالأرجنتين بلد التانغو التقليدي والمعاصر وبلد الروك والبوب وعلى الأخص في نوادي وشوارع وتانغيريا (المحلاّت المخصصة لرقص ولعب التانغو) المدينة التي تليق بأهلها الحياة. العديد من الموسيقيين والفرق الموسيقيّة ذات السمعة العالميّة تلعب وتستمر بتطوير المشهد الموسيقي وإثرائه وتحقيق واستكشاف احتمالاته. قضينا ليلتين متميّزتين مع فرقة أوركيستا تيبيكا فيرنانديز فييرو أوّلا ولا بومبا دب لا تيمبو ثانيا. للمزيد عن كلّ من الفرقتين: http://www.fernandezfierro.com/home.php 

http://labombadetiempo.blogspot.com 

 

نتمنّى التطرّق إلى المقاهي الصغيرة والبارات العتيقة والبوتيكيهات والشوارع المرصوفة بالحجارة والحدائق العامّة وأسواق يوم الأحد ودور العرض المتنوّعة والمتاحف والمراكز الثقافيّة ويا ريتنا نتحدّث عن الناس الذين التقينا بهم وعن خفة دم الأرجنتينيين ولطافتهم في محاولة لمشاركتكم بعضا مما رأينا وأكلنا وشعرنا وعشنا في هذه المدينة الرائعة، لنتقاسم وإيّاكم بعضا من الإثارة، ولكن لا يمكننا إلاّ أن نرسم لمحة ولعلّها تغريكم بالقيام بالرحلة بأنفسكم.

 

الأرجتين، كم هي بعيدة وكبيرة ومختلفة وقد أصبحت الذكريات مشوّشة، والرحلة هدايا تذكاريّة للأهل والأصحاب دليل على حقيقتها كما الصداقات التي تعتمد على الإنترنت والبريد الإلكتروني والشوق لأطيب لحم ستيك في العالم والاستسلام للموسيقى التي أتينا بها وبعض الإسبانيّة وشراب المتّه وفريق مكان يحاول جاهدا التكيّف مع فصل الشتاء وتغيّر الوقت.